4.1 طبيعة الانسان

الظاهر هو ان معظم البشر لا يتاملون كفاية بالموت. وبطبيعتهم, التي هي اساس الموت. وعدم التمعن الذاتي يؤدي الى عدم التفاهم الذاتي. والناس تبقى طيلة حياتها على اهوائها الطبيعية. هنالك رفض - غير ظاهر - والذي لا يعترف بقصر الحياة وان الموت بنهايته يتزل عليهم مفاجئا. ))لانه ما هي حياتكم. انها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل((. ))لانه لا بد ان نموت ونكون كالماء المهراق على الارض الذي لا يجمع ايضا((. ))كعشب يزول, بالغداة يزهر فيزول. عند المساء يجز فييبس(( ]رسالة يعقوب 4:14, صموئيل الثاني 14:14, مزامير 90:5,6[. وموسى كان مدرك لذلك, الا انه تامل بذلك وتقبله. واستعطف الرب: ))احصاء ايامنا هكذا علمنا فنؤتى فلب حكمة(( ]مزامير 90:12[. وبناء على ذلك, يتوجب علينا ان نبحث عن المعرفة الحقيقية.

تختلف رودود الفعل للموت عند الامم. هنالك من جعل الموت والجنازات ياخذ دورا في حياتهم, لكي يخففوا من وقع الخسارة حين يحدث. ومعظم الذين يسمون )مسيحي( قرروا ان للبشر )نفس ابدية( او شيئ من هذا القبيل, والذي بعيش بعد الموت في مكان يتواجد به الثواب والعقاب, وكل هذا لان الموت هو اكثر الاشياء ماساوية في حياة البشر. ولقد اجتهد العقل الانساني لكي يخفف

من وقع الموت على حالته النفسية, وعمل على تطوير النطريات

الكاذبه بشأن الموت.

وكالعادة, على هؤلاء ان يمتحنوا انفسهم بواسطة الكتاب المقدس, لكي يصلوا الى حقيقة هذا الموضوع الحيوي. ويجب ان نذكر ما ورد عن الكذب الاول في الكتاب المقدس وهو كذب الافعى في الجنة, والذي صرح على نقيض الله بشأن الموت بان الآدمي ))موتا تموت(( اذا اخطأ ]تكوين 2:17[, بينما الافعى ادعى ))لن تموت(( ]تكوين 3:4[.

ان المحاولة لنفي الموت ونهايته الكلية, هو احد مميزات الديانات الكاذبة, وكما هو معروف فان الكذب يجر الكذب. والحقيقه تجر الحقيقه كما هو واضح في - الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس 17-13: 15, وهنا يقفز بولس من حقيقة الى اخرى ]انتبه الى ))اذا...اذا...اذا(([.

لكي نفهم حقيقتنا, علينا ان نعاين ما يقوله الكتاب المقدس عن خلق البشرية. وبكل بساطة اذا تقبلناها الامر الذي لن يترك ذرة شك حول ما هيتنا في الطبيعة ]انتبهوا الى الاستثناء 18 بما يتعلق بالمعنى الحرفي للتكوين[. ))وجبل الرب الاله آدم ترابامن الارض... ]الارض[ التي اخذت ]آدم[ منها: لانك تراب والى تراب تعود(( ]تكوين 2:7, 3:19[. لا يوجد ما يرمز الى ان للبشر طبيعة ابدية, او حتى جزء منها يعيش بعد الموت.

ويؤكد الكتاب المقدس على حقيقة البشر المضوعين من التراب:

))نحن الطين(( ]اشعياء 64:8[, ))الانسان الاول من الارض ترابي(( ]الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس 15:47[, الناس ))الذين اساسهم في التراب(( ]ايوب 4:19[, ))ويعود الانسان الى التراب(( ]ايوب 34:14,15[. واقر ابراهيم بانه كان ))وانا تراب ورماد(( ]تكوين 18:27[. وبعد ان غيروا امر الرب في الجنة, الرب ))فطرد الانسان...

لعله يمد يده وياخذ من شجرة الحيوة ايضا وياكل ويحيا الى الابد(( ]تكوين 3:24,22[. فاذا كان جانب خالدا في البشر, فلا حاجة بذلك.

الخلود المشروط

ان الانجيل واضح في هذه النقطة, بان الطريق الى الحياة الخالدة, هي طريق عبادة المسيح. وهذا الخلود الوحيد الذي يتكلم عنه الكتاب المقدس. وفكرة المعاناة الابدية نتيجة ارتكاب الخطأ لا وجود لها في الكتاب المقدس. والطريق الوحيد للفوز بالخلود هو طريق الانصياع لااوامر الرب. وهؤلاء الذين تفانوا في طاعته يكون لهم الخلود والكمال وهو ثواب الصديقين.

ان الاجزاء التالية, هي خير برهان على ان الخلود امر مشروط وليس بشيئ يكمن فينا:-

-))المسيح... وانار الحيوة والخلود بواسطة الانجيل(( ]الرسالة

الثانية الى تيموثاوس 1:10, رسالة يوحنا الاولى 1:2[.

-))ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حيوة فيكم ]اي بطبيعتكم[. من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حيوة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير(( - ]انجيل يوحنا 6:53,54[. لكي يفوز ))بالخلود(( يعلل ذلك المسيح في انجيل يوحنا, اصحاح 6 بانه ))خبز الحياة(( والتجاوب الصحيح معه يكفل الاول بالخلود ]انجيل يوحنا 6:47,50,51,57,58[.

-))وهذه هي الشهادة ان الله اعطانا ]المؤمنين[ حيوة ابدية وهذه الحيوة هي في ابنه(( ]رسالة يوحنا الثانية 5:11[. لا امل بالخلود

لهؤلاء الذين ليسوا ب ))داخل المسيح((. فقط, طريق المسيح هي الطريق الوحيدة للخلود. هو ))ورئيس الحيوة ]الابدية[(( ]اعمال الرسل 3:15[ - ))صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص ابدي(( ]الرسالة الى العبرانيين 5:9[. عبادة المسيح هي مصدر الخلود

للبشر.

-ان المؤمنين ينالون ثوابهم بالحياة الخالدة - وهم لا يولدون كذلك ]الرسالة الى اهل رومية 2:7, 6:23, انجيل يوحنا 10:28[. ان جسدنا الفاني ))بلبس عدم الموت(( حين يعود المسيح ]الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس 15:53[, وعدم الموت هو ما وعد البشر به ولم يتحقق ذلك الان ]رسالة يوحنا الاولى 2:25[.

-وحده الله حي لا يموت ]الرسالة الى اهل تيموثاوس 6:16[.

4.2 النفس

في ظل ما ذكرنا سابقا, يصعب علينا الاعتقاد بان للبشر )نفس ابدية( او اي شيئ منه ابدي. سنحاول ازالة الظلال من حول الكلمة )نفس(.

ان الكلمتين )نيفيش العبرية و)بسيخي( اليونانية هما الكلمتان المرادفتان لكلمة النفس التي وردت في الكتاب المقدس ويمكن ترجمتهما على النحو التالي:-

جسد نفحة

مخلوق قلب

عقل شخص ذاته

النفس في هذا السياق هي للبشر, للجسد لذاته. )اتقذ نفوسنا( المشهورة ]س و س s.o.s[. تعريفها الواصح هو )انقذنا من الموت!(. و)النفس( هنا تعني )انت( او بما فيه كل ما يكون الانسان. وهكذا, نعرف لماذا, في الكثير من الطبعات الحديثة للكتاب المقدس, قلما يستعملون الكلمة )نفس( وبدلا منها يستعملون )انت( او )الانسان(. الحيوانات التي خلقها الرب, تدعى

))زحفات... كل ذوات الانفس الحية(( ]تكوين 1:20,21[.

الكلمة ))مخلوقات( هي ترجمة )نيفيش( العبرية وهي ايضا )نفس( ومثال على ذلك في التكوين 2:7: ))... فصار آدم نفسا حية((. والانسان هو )نفس( مثلما الحيوان هو )نفس(. والفرق بينهما, هو مركز الانسان. الذي خلق على شاكلة الله ]تكوين 1:26, انظر دراسة 1.2[, والناس مدعوون لمعرفة الانجيل, الذي يفتح باب الامل الى الحياة الخالدة ]الرسالة الثانية الى تيموثاوس 1:10[. والفرق في المبنى الطبيعي والموت الطبيعي بين الحيونات والبشر:-

))لان ما يحدث لبني البشر يحدث للبهمة وحادثة واحدة لهم ]انتبهوا للتاكيد المتكرر[. موت هذا كموت ذاك... فليس للانسان مرية على البهيمة... يذهب كلاهما ]اي الانسان والحيوان[ الى مكان واحد ]القبر[, كان كلاهما من التراب والى التراب يعود كلاهما(( ]جامعة 3:19,20[. والذي اوحيت اليه الجامعة, صلى الى الرب طالبا منه ان يساعد البشر بتقدير هذه الحقيقة الثابتة. ))ليريهم ]البشر[ انه كما البهيمة هكذا هم(( ]جامعة 3:18[. يصعب على الكثيرين تقبل هذه الحقيقة التي لا تخلو من المذ لة بمساواتنا بالحيوانات, غرائزيا, صراع البقاء, والتكاثر. ترجمه N.I.V للجامعة 3:18 تقول ان الرب )يمتحن( الانسان عندما يخيل له انه حيوان. والذي يعبر هذا الامتحان هم اناسه المتواضعون, الذين تتكشف لهم الحقيقة من وراء ذلك, وهنالك الذين يرسبون في )الامتحان(. ان الفلسفة الانسانية - التي تنادي بان الانسان على

قدر كبير من الاهمية - انتشرت بهدوء في انحاء العالم طيلة القرن العشرين. وانه لامر مهم ان نتحرر من تاثير الهيومانية الفكرية. وان كلمات المزامير 39:5 البسيطة كفيلة بذلك: ))انما نفخة كل انسان قد جعل سلاه((. ))ليس للانسان يمشي ان يهدي خطواته(( ]ارميا 10:23[.

الشيئ الاساسي الذي نعرفه عن الجسد البشري - و)المخلوقات الحية( - هو انهم يموتون في النهاية. )النفس( وفقا لهذا تموت. وهذا العكس تماما من الشيئ الخالد, ولا عجب ان ثلث استعمال الكلمات المرادفه ل )نفس( في الكتاب المقدس, على صلة بالموت ودمار النفس. ان حقيقة استعمال كلمة )نفس( على هذه الصورة, يدل على انه لا يوجد شيئا خالدا وغير قابل للدمار:-

-))النفس التي تخطئ هي تموت(( ]حزقيال 18:4[.

-الله قادر على تدمير النفس ]انجيل متى 10:28[. وكذلك في حزقيال 22:27, وبامثال 6:32, وبلاويين 23:30.

-كل النفوس التي كانت في داخل مدينة حاصور قتلوا بالحراب ]يشوع 11:11, 39-30: 10[.

-))... وكل نفس حية ماتت(( ]رؤيا يوحنا 16:3, مزامير 78:50[.

-مرات عديدة, هي التي يامر قانون موسى بقتل ))النفس(( التي تخالف القوانين ]مثل: عدد 31-27: 15[.

-والقول بالخنق او القبض للنفس, هو منطقي, حين نعرف ان

النفس تموت ]امثال 8:7, 22:25, ايوب 7:15[.

-))ومن لم يحي نفسه(( ]مزامير 22:29[.

-المسيح ))انه سكب للموت نفسه(( الا ان ))النفس(( او حياتها هم ضحية الحطيئة ]اشعياء 53:10,12[.

كل الآيات التي تحوي على )نفس( وهي اي )النفس( بالتوجه الى انسان او جسد. ولا يقصد بها شيئ خالد وابدي, امثله على ذلك:-

-))دم نفوس(( ]ارميا 2:34[.

-))واذا اخطأ احد وسمع صوت حلف... قان لم يخبر به... اذا مس احد شيئا نجسا... اذا حلف احد مفترطا بشفتيه(( ]لاويين 4-1: 5[.

-))يا نفسي... وكل ما في بطني... باركي يا نفسي الرب... الذي يشبع بالخير عمرك(( ]مزامير 103:1,2,5[.

-))فان من اراد يخلص نفسه يهلكها. ومن يهلك نفسه من اجلي... فهو يخلصها(( ]انجيل مرقس 8:35[.

وهذا دليل على ان النفس لا تعني جانبا روحانيا في داخل الانسان. هنا )نفس( ]نيفيش العبرية وبسيخي اليونانية[ كما ترجمتا تعنيان حياتنا الجسدية بكل ما في الكلمة من معنى.

-في العدد 21:4 يوضح انه يمكن ان تكون ))النفس(( شيئ من الخلود في داخل كل منا.

4.3 روح الانسان

هنالك خلط مؤسف بين الروح والنفس عند البشر. وهذا حين يترجم الكتاب المقدس الى لغات لا تفرق بين الكلمة الانجليزية )نفس (Soul والكلمة )روح( Spirit

والكلمة ) Soul النفس( اساسا, هي كل ما يدخل في تركيب شخصية الفرد واحيانا تشير الى الروح. ولكن هنالك فرق في استعمال الكلمتين كما وردتا في الكتاب المقدس. يجب ان )نفصل( بين الروح والنفس ]الرسالة الى العبرانيين 4:12[.

ان كلمة الروح في اللغة العبرية )روواح( واليونانية )بنيوما( يوجد لهن اكثر من معنى على النحو التالي:-

روح Spirit حياة Life

ريح Wind عقل Mind

نفس Breath

لقد تعلمنا في الدراسة 2.1 عن فكرة الروح. والرب يستعمل روحه لكي يحفظ الخلق الطبيعي, بما فيه البشر. وروح الله التي في داخل الانسان, هي قوة الحياة في داخلنا. ))الجسد بدون روح ميت(( ]رسالة يعقوب 2:26[. ))ونفخ في انفه ]آدم[ نسمة ]روح[ حيوة, فصار آدم نفسا حية (( ]تكوين 2:7[. يقول ايوب عن: ))ونفخة الله(( ))في انفي(( ]ايوب 27:3, اشعياء 2:22[. ان قوة الحياة في داخلنا منذ الولادة, وتبقى مادام جسدنا حيا. وحين

تنسحب روح الله لسبب ما, فهذا يعني الموت الفوري - ان الروح هي قوة الحياة. واذا الرب ))ان جمع الى نفسه روحه ونسمته يسام الروح كل بشر جمبعا ويعود الانسان الى التراب. فان كان لك فهم فاسمع هذا(( ]ايوب 16-14: 34[. ان هذه الجملة الاخيرة تكشف عن الصعوبة التي يواجها الانسان في تقبل طبيعه الحقيقية.

حين يسترد الرب روحه منا اثناء الموت, فان الجسد يموت, وينقطع الوعي. ان ادراك داوود لهذه الحقيقة, عزز من ثقته في الرب على حساب المخلوقات الضعيقة كالبشر. مزامير 5-3: 146 تشكل الجواب المقحم لادعاءات الانسانيين ]هومانيين[: ))لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده. تخرج روحه فيهود الى ترابه ]التراب الذي عجنا نته[. في ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره. طوبى لمن اله يعقوب معينه((.

بالموت ))فيرجع التراب الى الارض كما كان وترجع الروح الى الله الذي اعطاها(( ]جامعة 12:7[. لقد شرحنا سابقا ان الرب في كل مكان بروحه. وهذا يعني ان ))الرب روح(( ]انجيل يوحنا 4:24]. وحين نموت ]نلفظ النفس الاخير[ اي ان روح الرب تفارقنا. وترجع الى ربها من حولنا, فقط بالموت ))الروح ترجع الى ربها((.

بما ان روح الرب تساند كل المخلوقات. فان الموت يحدث للحيوانات. فان للحيوانات والانسان ذات الروح, او قوة الحياة في

داخلهم. ))لان ما يحدث لبني البشر يحدث للبهمة وحادثة واحدة لهم. موت هذا كموت ذاك ونسمة واحدة ]اي مماثل[ للكل فليس للانسان مرية على البهيمة(( ]جامعة 3:19[. وتسهب الكتب قولا, انه لا فرق بين مقر روح الحيوان والانسان بعد الموت ]جامعة 3:21[. هذا الشرح عن الروح المشتركة للحيوان والانسان, والموت المماثل, يعود ليذكرنا بان الحيوان والانسان يحصلون على روح الحياة من الرب ]تكوين 7:15, 2:7[, وقد قضي عليهم بالموت ذاته اثناء الطوفان: ))فمات كل ذي جسد كان يدب على الارض. من الطيور والبهائم والوحوش وكل الزحافات التي كانت تزحف على الارض وجميع الناس. كل ما في انفه نسمة روح حيوة... مات. فمحا الله كل قائم كان على وجه الارض(( ]تكوين 23-21: 7[. وبالمناسبه انتبهوا كيف المزامير 90:5 يقارن بين الموت والطوفان, وما سجل في التكوين الاصحاح 7 يوضح بشكل واضح واساسي بان الانسان يعتبر ))كل ذي جسد... كل قائم(( وبهذا المقياس فلن روح الحياة التي في داخلنا مثلما يوجد لهم.

4.4 الموت هو فقدان الوعي

ان الذي تعلمناه حتى الآن عن الروح والنفس, في هذه الدراسة, يعرض الموت على ان حاله فقدان للوعي او غيبان. بينما اعمال الملزمين بالرب ستكون في ذاكرته ]ملاخي 3:16, رؤيا يوحنا 20:12, الرسالة الى العبرانيين 6:10[. ولاذكر في الكتاب المقدس لما يرمز

على وجود اي حالة من الوعي اثناء الموت.

من الصعب محاورة التصريحات التالية التي تتناول ما ذكر اعلاه:-

-))تخرج روحه فيهود الى ترابه. في ذلك اليوم ]اللحظة[ نفسه تهلك افكاره(( ]مزامير 146:4[.

-))الموتى فلا يعلمون شيئا... ومحبتهم وبغضتهم وحسدهم هلكت منذ زمان(( ]جامعة 9:5,6[. ))ولا معرفة ولا حكمة في الهاوية التي انت ذاهب اليها(( ]جامعة 9:10[

-لا تفكير يعني لا وعي

-ايوب قال: اثناء الموت, يكون ))ولم ترني عين(( ]ايوب 10:18[ والموت عنده عبارة عن, فقدان الحواس, وفقدان الوعي, انه العدم الذي كان قبل وجودنا وولادتنا.

-موت الانسان لا يختلف عن موت الحيوانات ]جامعة 3:18[, واذا الانسان بوعيه نجى من الموت في مكان ما, هو ما يكون للحيوانات ايضا. ان الكتب الدينية والعلوم تصمت هنا.

-الرب ))يذكر اننا تراب نحن. الانسان مثل العشب ايامه. كزهر الحقل كذلك يزهر... فلا يكون ولا يعرف موضعه بعد(( ]مزامير 16-14: 103[.

ان كون الموت حالة فقدان للوعي, وهذا واضح بتوسلات خدم الله, من اجل اطالة اعمارهم, لانهم يعرفون ان بعد الموت يدخلون الى حالة عيبو به, الامر الذي يمنعهم من تمجيد اسم الرب. حزقيال ]اشعياء 19-17: 38[ وداوود ]مزامير 6:4,5, 30:9, 39:13, 115:17[ وكل

هذه الآيات امثلة مناسبه لما ذكرناه عن الموت, المرة تلو المرة, اثناء النوم والراحة للصالحين والاشرار ]ايوب 3:11,13,17, دانيآل 12:13[.

لقد عرضنا مافيه الكفاية من الامثلة التي تسمح لنا بالتصريح الفج, على ان الكتاب المقدس لا يذكر ان ثواب الصالحين هو في السماء بعد موتهم. والتعاليم الصادقه عن الموت وطبيعة الانسان, تؤكد على الهدوء في القبر حيث تنتفي الحواس نهائيا, بعد كل الذي عانوه في هذه الحياة البائسة.

واما الذين انكروا كلام الرب, فانهم يفقدون وعيهم الى ما لا نهاية. ولن يكن رجوع للحياة البائسة.

هنالك صرات مستقيم يجب ان نتعلمه من خلال الكتاب المقدس, الا ان هنالك اغلاط فكرية عند المؤمنين, وهذا ناجم عن عدم التدقيق في الكتاب المقدس. اذ ان محاولة الناس البائسة للتخفيف من حدة الموت الامر الذي صور لهم بوجود )نفس ابدية(. وحين يعتقدون بوجود عنصر خالد في داخل الانسان, فمن الضروره ان يعتقدوا بانه يستقر في مكان ما بعد الموت, وهذا ادى الى الاعتقاد بان هنالك فرق في مصير الصديقين والاشرار بعد الموت, وعلى ان )النفوس الصالحة والخالدة( تذهب الى الجنة, و)النفوس الشريرة الخالدة( تذهب الى جهنم. لقد بينا سابقا بانه لا يوجد )نفس خالدة( مقدسة. وفيما يلي سوف نعرض الافكار المغلوطة

والشائعة:-

1. بان الثواب هو مباشرة بعد الموت حين تنتقل )نفوسنا الخالدة( الى مكان ما.

2. بان الفصل بين الصالحين والاشرار يتم اثناء الموت.

3. بان ثواب الصالحين هو الذهاب الى الجنة.

4. بان لكل شخص )نفس خالدة( وهذا يعني بان الاستقرار او في الجنة او في النار.

5. بان )النفوس( الخاطئة تنتقل الى مكان يسمى جهنم.

ان فحص هذه النفاط هو لابراز الحقائق من الكتاب المقدس التي تشكل اجزاء حيويه في تركيب طبيعة الانسان.

4.5 القيامة

ان الكتاب المقدس يؤكد على ان ثواب الصالحين يتم يوم القيامة حين يعود المسيح ]الرسالة الاولى الى اهل تسالونيكي 4:16[. احياء الاموات الملتزمين ]انظر دراسة 4.8[ هو اول ما يقوم به المسيح. ومن بعدها يكون الحساب. اذ )النفس( ذهبت الى الجنة بعد الموت فما الحاجة الى القيامة.

ويقول بولس: ما الجدوى من كل ما بذلناه اذا لم تكن قيامة ]الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس 15:32[. وهذا يؤكد على انه لم يؤمن بان )نفسه( ستنتقل الى الجنة اثناء الموت, وهذا لانه آمن

بان انبعاث الجسد هو الثواب الوحيد. وقد عودنا المسيح على ان نتوقع الثواب في يوم ))القيامة(( ]انجيل لوقا 14:14[.

مرة اخرى نؤكد على ان الكتاب المقدس لا يعلمنا عن صورة حياة اخرى غير الحياة المجسده وهذا ينسحب على الله والمسيح والملائكة والبشر.

في عودة المسيح ))الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده(( ]الرسالة الى اهل فيلبي 3:20,21[. تكون له ذات الهيئة انما بدلا من الدم تعمل بطاقه الروح وكذلك نحن سوف يكون ثوابنا مشابه له. وفي الحساب ستكون المكافأة على اسلوب حياتنا بطريقة جسدية ]الرسالة الثانية الى اهل كورنثوس 5:10[. هؤلاء الذين عاشوا جسديين بقوا مع اجسادهم الزائلة التي تحولت بعد ذلك الى تراب. واما الذين ترفعوا عن اجسادهم بمساعدة الروح فقد امتلأوا بالروح ))فمن الروح يحصد حيوة ابدية(( ]الرسالة الى اهل غلاطية 6:8[.

هنالك عدة ادلة تقول بان ثواب الصالحين سيكون جسديا, وهذا اذا تقبلناه سوف يوضح اهمية وحيوية الانبعاث. جسدنا هذا يتوقف اثناء الموت. واذا تمكنا من العيش الجسدي الخالد والناجم عن ان الموت حالة فقدان الوعي, الى ان يشفى جسدنا ثانية وحينها نفوز بطبيعة الرب.

ان الجزء الخامس عشر من الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس يشرح عن البعث, وهو جدير بالقراءة الجادة. وفي الرسالة الاولى الى اهل

كورنثوس 44-35: 15 يشرح: مثلما الزرع ينبت من باطن الارض ويكون له شكل بقدرة الخالق, كذلك الاموات يقومون وتكون لهم الاجساد مكافأة. مثلما قام المسيح من القبر وجسده الفاني الذي مات فيه تحول لجسد لا يموت, كذلك المؤمن الحقيقي سيكون له ثواب مشابه ]الرسالة الى اهل فيلبي 3:21[. وعن طريق العمادة نرتبط بموت وبعث المسيح. وهكذا نظهر ايماننا باننا نشاركه ثوابه عن طريق انبعاثه ]الرسالة الى اهل رومية 5-3: 6[. وحين نشاركه معاناته يحق لنا ان نشاركه في ثوابه: ))حاملين ]الآن[ في الجسد كل حين اماتة الرب يسوع لكي تظهر حيوة يسوع ايضا في جسدنا(( ] الرسالة الثانية الى اهل كورنثوس 4:10[. ))فالذي اقام المسيح من الاموات سيحسس اجسادكم المائتة ايضا بروحه(( ]الرسالة الى اهل رومية 8:11[. ومع هذا الامل نصبر ))فداء اجسادنا(( ]الرسالة الى اهل رومية 8:23[, بواسطة جعل الجسد خالد لا يموت.

في الازمنه الغابره, فهم اصحاب الرب معنى الامل بثواب جسدي. وكان الوعد لابراهيم, بان يرث ارض كنعان للابد بكل تاكيد كانه طاف بطولها وعرضها ]تكوين 13:117, انظر دراسة 3.4[. ولكي يؤمن بتلك الوعود كان عليه ان يؤمن بان جسده في طريقة ما في المستقبل سوف يرجع حيا ويصبح خالدا لكي يتم له ذلك.

وايوب صرح بوضوح عن فهمه كيف سيكون ثوابه جسديا على

الرغم من الدود سوف ياكل جسده في القبر: ))ان وليي حي والآخر على الارض يقوم وبعد ان يفني جلدي هذا وبدون جسدي ارى الله الذي اراه انا لنفسي وعيناي تنظران وليس آخر. الى ذلك تتوق كليتاي في جوفي(( ]ايوب 27-25: 19[. وامل اشعياء كان مماثل: ))تقوم الجثث(( ]اشعياء 26:19[.

اشياء مماثله نجدها في الحديث عن موت لازروس, صديق المسيح. نجد ان السيد يسوع قد تكلم عن يوم القيامه بدلا من ان يقدم العزاء الى اخته: ))قال لها يسوع سيقوم اخوك((. ورد فعل مرتا اخت لازروس يرينا كيف نظر المسيحيون الاوائل الى مثل هذه الامور: ))قالت له مرثا انا اعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الاخير(( ]انجيل يوحنا 11:23,24[. وهي مثل ايوب لم تعتقد بان الموت هو ايذان بحياة سعيده في الجنة, انما تاقت الى البعث ))في اليوم الآخر(( ]))الآخر(( لايوب[. الرب وعد: ))فكل من سمع من الآب وتعلم... وانا اقيمه في اليوم الاخير(( ]انجيل يوحنا 6:44,45[.

4.6 الحساب

ان تعاليم الكتاب المقدس عن الحساب, وهو احد اسس الايمان الذي يتوجب ان نفهمه قبل الاعتماد ]اعمال الرسل 24:25, الرسالة الى العبرانيين 6:2[. لقد ذكرت الكتب مرارا ))يوم الدين(( ]مثلا:

رسالة بطرس الثانية 2:9, 3:7, رسالة يوحنل الاولى 4:17, يهوذا 6[, وكل هؤلاء الذين عرفوا الرب سينالون ثوابهم. وهم ملزمين ))سوف يقف امام كرسي المسيح(( ]الرسلة الى اهل رومية 14:10[, نحن

))نطهر امام كرسي المسيح(( لكي ننال الثواب على حياتنا جسديا.

وفي رؤى دانيآل عن عودة المسيح في المرة الثانية, كانت هنالك رؤية عن كرسي الحساب على صورة كرسي العرش ]دانيآل 14-9: 7[. والسيد الذي نادى على خدمه حين عاد ليحاسبهم اذا كانوا قد احسنوا صرف النقود التي ابقاها لهم قبل مغادرته ]انجيل متى 29-14:25[. والصياد الذي يشبه الانجيل بشبكة الصيد التي يعلق بها انواع مختلفة. والناس ]في جلسة الحسلب[ فرقوا بين السمك الجيد والفاسد ]انجيل متى 49-47:13[. المعنى واضح: ))هكذا يكون في انقضاء العالم. يخرج الملائكة ويفرزون الاشرار من بين الابرار((.

ويتضح مما ورد حتى الآن بانه بعد عودة وقيام سيدنا, سيجتمع جماعة الانجيل في مكان وزمان محدد بالمسيح. وعليهم ان يقروا بما حصل لهم. وبعدها يشير لهم اذا كانوا اهلا لدخول مملكته. فقط هنا ينال الصدقون ثوابهم. زكل هذا نلخصه بقصة الغنم والماعز: ))ومتى جاء ابن الانسان في مجده وحميع الملائكة القديسين معه فحينئد يجلس على كرسي مجده ]كرسي داوود في ارشاليم, انجيل لوقا 1:32,33[. ويجتمع امامه جميع الشعب ]اي,

جميع الامم, انجيل متى 28:19[ فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم(( ]انجيل متى 34-31: 25[.

ان ثواب الصديقون هو وراثة مملكة الرب وتسلم الوعود لابراهيم وهذا بتم بعد الحساب حين يعود المسيح. وهذا يعني محالة تسلم الثواب الجسدي قبل عودة المسيح. ولهذا فانه امر مؤكد في الفترة بين الموت والقيامة لا يتواجد المؤمن باي شكل من الاشكال من دون جسد.

هذا امر اساسي ياتي على ذكره مرارا في الكتاب المقدس بانه لاثواب قبل عودة المسيح:-

-))ومتى ظهر رئيس الراعاة ]يسوع[ تنالون اكليل المجد(( ]رسالة بطرس الاولى 5:4, 1:13[.

-))يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء والاموات عند ظهوره وملكوته... اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل(( ]الرسالة الثانية الى تيموثاوس 4:1,8[.

-بعودة المسيح في الايام الاخيرة, ))وكثيرون من الرافدين في تراب الارض ]تكوين 3:19[ يستيقظون هؤلاء الى الحيوة الابدية وهؤلاء الى

العار(( ]دانيآل 12:2[.

-عندما ياتي المسيح في يوم الدين ))في القبور... فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحيوة والذين عملوا السيئآت الى قيامة الدينونة(( ]انجيل يوحنا 29-25: 5[.

-))وها انا ]يسوع[ آتي سريعا واجرتي معي لاجازي كل واحد كما يكون عمله(( ]رؤيا يوحنا 22:12[. نحن لا نذهب الى الجنة لننال الثواب وانما المسيح يجلبه من الجنة الينا.

جلبان الثواب مع المسيح يرمز الى انه قد جهزه لنا في الجنة. ويجلبه لنا في عودته الثانية. ان ))الارث(( اي وراثتنا لارص الميعاد التي كانت لابراهيم هي ))محفوظ في السموات لاجلكم انتم الذي بقوة الله محروسون بالايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير(( ]رسالة بطرس الاولى 1:4,5[.

اذ فهمنا ذلك الامر الذي يمكننا من فهم ما ذكر في انجيل يوحنا 14:2,3 والذي غالبا يعص على الفهم: ))انا ]يسوع[ امضي لاعد لكم مكانا ]الثواب ))محفوظ بالسماء(([. وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم الى حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا((. وفي مقطع آخر يذكر ان اليسوع سياتي ليعطينا الثواب ]رؤيا يوحنا 22:12[, وهذا يتم من على كرسي الدين. ويجلس على

كرسي عرش داوود ))للابد(( ]انجيل لوفا 1:32,33[. وهذا لابد هنا على الارض في مملكة الرب حيث نكون. وبامكاننا قراءتها بموجب ذلك, وعده ))آخذكم الي(( في استقباله لنا في الحساب. ان التعبير اليوناني ))آخذكم الي(( يتكرر في انجيل متى 1:20 بما يتعلق ب يوسف ))تاخذ مريم امرأتك((. لذلك ليس بالضرورة انه يقصد الانتقال الفيزي لليسوع.

بما ان الثواب يكون في يوم الدين حين يعود المسيح, الامر الذي يعني ان الصالحين والاشرار يذهبون الى ذات المكان في موتهم, اي الى القبر. ودون اية تفرقة. وما يلي هو اثبات على ذلك:-

-يوناتان كان صديقا وشؤول كان شريرا, لكن ))لم يفترقا في موتهما(( ]صموئيل الثاني 1:23[.

-شاؤول, يوناتان, وصمئيل, استقروا في ذات المكان اثناء الموت ]صموئيل الاول 28:19[.

-ابراهيم الصديق كان ))انضم الى قومه(( او الى آباءه اثناء الموت, وهم كانوا كفرة ]تكوين 25:8, يسوع 24:2[.

-الاذكياء والاغبياء روحانيا يكون لهم موت واحد ]جامعة 2:15,16[.

ان كل هذا يناقض الادعاءات )المسيحية( الشعبية, فانهم يعتقدون ان الصديقين بموتهم يدخلون الجنة, وبهذا يبطلون الحاجة الى يوم الحساب. ومع ذلك نحن وجدنا ان الاحداث حيوية في مخطط الخلاص عند الرب. بموجب هذا فان ما ينص عليه الانجيل بالنسبة للفكرة الشعبية, يرمز بان الصديق يموت ويكافأ بالذهاب الى الجنة, في يوم الغد, شهر وسنة بعد ذلك ياتي الآخرون, وهذا تناقض صارخ مع ما يقوله الكتاب المقدس بان الصالحين ينالون ثوابهم في وقت واحد:-

-في يوم الحساب يفرزون الغنم من الماعز واحد واحد. وفي ختام الحساب, يقول المسيح لكل الاغنام المتجمعة الى يمينه, ))تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم(( ]انجيل متى 25:34[. وهكذا كل الاغنام ترث المملكة في وقت واحد ]الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس 14:42[.

-في ))الحصاد(( عودته - حساب المسيح يجيز للذين عملوا بتعاليم الانجيل ان ))يفرحوا معا(( ]انجيل يوحنا 4:35,36, انجيل متى 13:39[.

-رؤيا يوحنا 11:18 يشرح ))وزمان الاموات ليدانوا(( عندما الرب ))لتعطى الاجرة لعبيدك... والقديسين والخائفين اسمك((- اي كل المؤمنين معا.

-الرسالة الى العبرانيين 11 في هذا الجزء يناقش الكثير من الشخصيات الفاضلة في العهد القديم. وفي الآية 13 يشير الى: ))في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا الموعيد(( وبينا لابراهيم في امر الخلاص طريقا للدخول الى مملكة الرب ]الرسالة الى العبرانيين 12-8: 11[. ونفهم من هذا ان في موتهم لم يتعاقبوا هؤلاء الناس في دخول الجنة لينالوا ثوابهم وسبب ذلك واضح في الآية 39,40: هم ))لم ينالوا الموعد, اذ سبق الله فنظر لنا شيئا افضل لكي لا يكملوا بدوننا((. وان التعهد في توزيع الثواب الذي وعدوا به, كان لان الرب اراد لهم ان ))يكملوا(( معا وهذا يتم في يوم الدين عندما يعود المسيح.

4.7 مكان المكافأة: الجنة او لارض؟

بالاضافة الى الاسباب التي ذكرت, فان على الذين يعتقدون بان مملكة الرب في الجنة, ان يشرحوا النقاط التالية:-

-)صلاة الرب( تطلب ان تاتي مملكة الرب ]اي انهم يصلون من اجل عودة المسيح[ بحيث تتحقق رغبات الرب على الارض مثلا هي اليوم في الجنة ]انجيل متى 6:10[. اي اننا نصلي من اجل قدوم المملكة الى الارض. انها لمأساة ان يردد الاف المؤمنون هذه الكلمات يوميا من دون تفكير, ويعتقدون ان مملكة الرب قائمة

اليوم في الجنة, وان الارض ستفنى.

-))طوبى للودعاء. لانهم يرثون الارض(( ]انجيل متى 5:5[ - ليس لان )نفوسهم تذهب الى الجنة(. وهذا يرمز الى المزامير 37, الذي بكل جوانحه يؤكد على ان ثواب الصالحين هو على الارض في نفس المكان الذي يشعر به الاشرار بتفوقهم المؤقت. والصديقين يفوزو بالحياة الخالدة, وتلك الارض التي سيطر الاشرار عليها يوما, تؤول لهم ]مزامير 37:34,35[. ))اما الودعاء فيرثون الارض... لان المباركين منه يرثون الارض... الصديقين يرثون الارض ويسكونها الى الابد(( ]مزامير 37:11,22,29[. العيش في ارض الميعاد الى الابد, يعني ان الحياة الخالدة في الجنة غير وارد.

-))داوود انه مات ودفن... داوود لم يصعد الى السموات(( ]اعمال الرسل 2:29,34[. كذلك بطرس عبر عن امله بالانبعاث من الموت حين يعود المسيح ]اعمال الرسل 36-22:2[.

-الارض هي مسرح لنشاطات الرب بين البشر: ))السموات سموات

للرب. اما الارض فاعطاها لبني آدم(( ]مزامير 115:16[.

-رؤيا يوحنا 5:9,10 تحدث عن التوقعات فيما سوف يقوله الصالحون عندما يشتركون في عجيبة يوم الحساب: ))وجعلتنا ]المسيح[ لالهنا ملكا وكهنة فسنملك على الارض((. ان هذا الواقع الذي

تسيطر به مملكة الرب على الارض, بختلف جذريا عن التفهم الضبابي القائل باننا سوف نحصل على )السعادة الفائقة( في مكان ما في الجنة.

-في نبوءة دانيآل, الجزء الثاني والاسابع يصفون عدة قوى سياسيه تلزم حدها حين يعود المسيح وقدوم مملكة الرب وحدودها ))تحت السماء((, وتملأ ))الارض كلها(( ]دانيآل 7:27, 2:35,44[. هذه المملكة الابدية ))تعطي لشعب قديسي العلي(( ]دانيآل 7:27[, وبناء على ذلك فان ثوابهم هو الحياة الابدية في هذه المملكة على الارض وتحت السماء.

4.8 مسؤولية امام الله

فاذا كان للانسان )نفس ابدية( فهذا يعن ان له قدر ابدي في مكان ما, حيث الثواب والعقاب. وهذا يرمز الى ان كل واحد مسؤول عند الله. وعلى عكس ذلك, بينا كيف يعلم الكتاب المقدس ان الانسان في طبيعته مثل الحيوان زائل. ومع ذلك فان البعض من البشر قد علموا بان هنالك امكانية للحياة الخالدة في مملكة الرب. ويجب ان يكون واضح بانه ليس كل من عاش سيعيش ثانية. فانه مثل الحيوانات يعيش ويموت ويعفن ويصبح تراب. ولكن في يوم الدين هنا علينا ان نفهم بان هنالك مقاييس يؤخذ بها لكي يحاكم بها الذين بعثوا ومن ثم يكافأوا.

ان قضية انبعاث شخص ما اورفضه يتعلق بمسؤوليتهم عن الحساب, والحكم يكون حول التزامنا وتعاملنا مع كلام الرب. ويوضح ذلك المسيح: ))من رذلني ولم يقبل كلامي قله من يدينه. الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير(( ]انجيل يوحنا 12:48[. والذين لم يدركوا معنى اقوال المسيح لن يحاكموا. ))لان كل من اخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلك. وكل من احطأ في الناموس فبالناموس يدان(( ]الرسالة الى اهل رومية 2:12[. وهذا يعني ان الذين لم يفقهوا ما طلبه الرب, يموتون مثل الحيوانات. واما الذين خالفوا الرب عمدا, سيحاكمون وهم لذلك سيبعثون

لينالوا عقابهم. ))على ان الخطية لا تحسب ان لم يكن ناموس((, ))والخطية هي التعدي ]على ناموس الرب[((, ))لان بالناموس معرفة الخطية(( ]الرسالة الى اهل رومية 5:13, رسالة يوحنا الاولى 3:4, الرسالة الى اهل رومية 3:20[. بالنسبة للذين لم يعرفوا عن قوانين الرب كما هم في كلامه ))الخطية لا تحسب(( وهم لا يحاكمون ولا يبعثون. وهم يبقون امواتا مثل الحيوان والنبات لانهم في مرتبة واحدة. ))انسان... ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد(( ]مزامير 49:20[. ))مثل الغنم للهاوية يساقون(( ]مزامير 49:14[.

ان ادراكنا لطريقة الرب يحملنا المسؤولية عن اعمالنا امامه. وهذا يجعل من ظهورنا وانبعاثنا امام كرسي يوم الدين امر لا مفر منه. وانه لامر واضح انه ليس الصديقين والمعتمدين, يبعثون

وحدهم وانما كل المسؤولين عن الرب لانهم يعرفون عنه. هذه النظرية ياتي على ذكرها في الكتب مرارا:-

-انجيل يوحنا 15:22 يصرح بان المعرفة تاتي بالمسؤولية: ))لو لم اكن ]يسوع[ قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطية. واما الآن فلبس لهم عذر في خطيتهم((. وفي الرسالة الى اهل رومية 21-20: 1 ان معرفة الرب تترك الانسان ))بلا عذر((.

-))فكل من سمع من الآب... وانا ]المسيح[ اقيمه في اليوم الاخير(( ]انجيل يوحنا 6:44,45[.

-فالله لا يابه بالذين يجهلون كلامه, واما الذين يعرفون فانه يراقبهم وينتظر منهم ردة فعل ]اعمال الرسل 17:30[.

-))واما ذلك العبد الذي يعلم ارادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب ارادته فيضرب كثيرا. ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا ]مثلا يبقى ميتا[. فكل من اعطي كثيرا يطلب منه كثير ومن يودعونه كثيرا يطالبونه باكثر(( ]انجيل لوقا 12:47,48[ - فكم بالحري اذا كان الرب؟

-))فمن يعرف ان يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له(( ]رسالة يعقوب 4:17[.

-بسبب تعاليم ومسؤولية هذه النظرية, ))لانه كان خيرا لهم ]الذي بعدها ترك الرب[ لو لم يعرفوا طريق البر من انهم بعد ما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم(( ]رسالة بطرس الثانية 2:21[. وفيما يتعلق بهذا نجده في: انجيل يوحنا 9:41, 3:19, الرسالة الاولى الى تيموثاوس 1:13, هوشع 4:14, تثنية 1:39.

بما ان المعرفة بالرب تحملنا المسؤولية عن كرسي الحساب. وقلة معرفتهم تؤدي الى ))البهائم التي تباد(( ]مزامير 49:20[. هنالك اكثر من اثبات على انه ليس كل من عاش سيبعث ثانية:-

-امة بابل القديمة ))لا يقوموا(( بعد موتهم لانهم كانوا يجهلون الرب الحقيقي ]ارميا 51:39, اشعياء 43:17[.

-اشعياء عزز ذاته: ))ايها الرب الهنا قد استولى علينا]مثلا الفليشطيم والبابليون[ سادة سواك... هم اموات لا يحيون. اخيلة لا تقوم... وابدت كل ذكرهم(( ]اشعياء 26:13,14[. انتبه الى تاكيده ثلاث مرات على انهم لن يبعثوا احياء: )) لا يحيون... لا تقوم... وابدت كل ذكرهم((. وعلى عكسهم, فان لناس الرب بان يبعثوا احياء, لانهم عرفوا الرب الحقيقي: ))نحيا امواتك تقوم الجثث(( ]اشعياء 26:19[.

-قيل لنا فيما يتعلق بالرب انه عندما يعود المسيح, ))وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحيوة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي(( ]دانيآل 12:2[. وهكذا ))كثير(( وليس كل شعب الله يبعث حياأ لانهم مسؤولون للرب بصفتهم شعبه المختار. وهؤلا من بينهم والذين جهلوا كلية ربهم الحقيقي ))فيسقطون ولا يقومون بعد(( لانهم لا يقدرون ان يجدوا ))كلمة الرب(( ]عاموس 8:12,14[.

لقد تعلمنا الآن بان:-

1. معرفة كلام الرب يحمل المسؤولية نحوه.

2. المسؤولون فقط هم من يحاكموا.

3. والذين لم يعرفوا الرب الحقيقي يبقون امواتا مثل الحيوانات.

ان ابعاد هذه الحقائق لها من الصعوبة ما يؤثر على اعتداد الناس والذين اعتادوا على الايمان: وملايين الناس الآن وعبر التاريخ قد اتضح انهم جهلوا الانجيل الحقيقي. وهؤلاء المرضى نفسيا والذين لا يقدرون على فهم تعاليم الكتاب المقدس. اطفال واولاد الذين ماتوا قبل ان يفهموا الانجيل. كل هؤلاء غير مطالبين بالمسؤولية نحو الرب. وهم لا يبعثون بغض النظر عن مركز والديهم الروحي. وهذا يخالف كلية التوجه الانساني برغباته واحاسيه الطبيعية. لكن القناعه الحقيقية, بالحقيقه البديله التي في كلام الرب بالاضافه

الى الراي القنوع يمايناسب طبيعتنا. يؤدي الى تقبلنا للحقيقة التي تكون قي ذلك. ان قحصا امين للحقائق في التجربة الانسانية, وحتى بدون فرضيات الكتب, ستؤدي بنا الى الاقتناع بانه لا يمكن ان يوجد امل للحياة عند المجموعات التي ذكرت اعلاه.

انها لوقاحة ان نشك في طريقة تعامل الرب في مثل هذه الأمور: ))بل من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله(( ]الرسالة الى اهل رومية 9:20[. بامكننا ان نعترف بعدم الفهم ولكن يجب الا نتهم الرب بعدم العدل والمتابعة. ان الاثر الذي يتركه تصور الرب في وضع يقع في الخطأ او لا يحب, تفتح الباب امام امكانيات رهبية وتصور الرب الاب والخالق والقادر, ان قصة ضياع طفل الملك داوود جدرية بالقراءة, صموئيل 24-15: 12 يخبرنا كيف صلى داوود بحراره من اجل الولد وهو على قيد الحياة, لكنه سلم بالام الواقع وحتمية الموت: ))لما كان الولد حيا صمت وبكيت لاني قلت من يعلم. ربما يرحمني الرب ويحيا الولد. والآن قد مات فلماذا اصوم. هل اقدر ان ارده بعد... فلا يرجع الي((. وحينها واسى داوود امراته وانجب ولدا اخر.

واخيرا يجب ان نصدق القول بان هنالك الكثيرون من الذين عرفوا مبدأ المسؤولية عن الرب, وهم يشعرون بعدم الرغبة بمعرفة المزيد عنه لكي يتجنبوا المسؤولية نحوه في يوم الحساب. وبديهي ان هؤلاء الناس مسؤولين عند الرب, لان معرفتهم لكلام الرب بين

لهم, بان الرب يعمل في حياتهم, ويعرض عليهم علاقة حقيقية معه. يجب ان نذكر دائما بان ))الله محبة((, ))وهو لا يشاء ان يهلك اناس((, ))بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الابدية(( ]رسالة يوحنا الاولى 4:8, رسالة بطرس الثانية 3:9, انجيل يوحنا 3:16[. الرب يريدنا في مملكته.

من البديهي ان هذا الشرف والامتياز يجر المسؤولية. ولكن هؤلاء غبر مؤهلين ليكونوا على هذا القدر من الاحترام. فاذا كنا حقيقة نحب الرب, فسوف نفهم بان الخلاص ليس ثواب تلقائي لاي نشاط كان. وانما عزم محب من جهته ليعمل قدر وسعه من اجل اولاده. ليوفر لهم حياة سعيدة وابدية, وهذا عن طريق فهم شخصيته الفاتنة.

نقدر ونفهم ونسمع مناداة الرب لنا بكلامه, هكذا نفهم ان هذا يكون عن طريق الجماهير, والرب يتاملنا تباعا بصوره فريده. ويبحث عن ردة قعلنا لحبه, ولا ينتظر ان نفشل في مسؤولياتنا. ولا يحيد عينه المحية عنا. ولايمكننا ان نتجاهل او ننس ما نعرفه عنه, وبدلا من الوقوع في الملذات بعيدا عن المسؤولية تجاه الرب. يجب ان نسعد بالقرب من الرب وان نؤمن بعظمة حبه. وهكذا ننشط في البحث عن معرفته. ان حبنا لطريق الرب وتطلعنا لمعرفتها, بشكل يخولنا محاكاته بدقه, الامر الذي يجب ان يتغلب على خوفنا الطبيعي له ولقدسيته العلية.

4.9 جهنم

ان التطلع السائد حول جهنم هو على انه مكان تعاقب به )النفس الابدية( الشريرة, مباشرة بعد الموت, وهو مكان لتعذيب الذين لم يجتازوا في يوم الحساب. بينما نحن نؤمن بان الكتاب المقدس يشير الى ان جهنم هو القبر, حيث يذهب الجميع اثناء الموت.

الكلمة )شؤول( في اللغة العبرية تعني )جهنم( او )المكان ذو الغطاء(. )جهنم( هي الصيغه الانجليزية ل )شؤول(. بحيث حين نقرأ عن )جهنم( وهي ترجمة غير كاملة. وفي الكتاب المقدس )المكان المغطى( او )جهنم( هو القبر. وهنالك عدة نشرات للكتاب المقدس والتي نشرت مؤخرا, يجري بها استعمال الكلمة )جهنم( على انها )قبر(. وهذا يقوض الايمان الشائع على ان جهنم هو مكان لتعذيب الاشراب بالنار:-

-))ليخز الاشرار. ليسكتوا في الهاوية(( ]شؤول, مزامير 31:17[- وهم لا يصر خون من الألم.

-))انما الله يفدي نفسي من يد الهاوية(( ]شؤول, مزامير 49:15[- اي ان نفس او جسد داوود سوف يقوم من القبر, او )جهنم(.

ان القول: ان جهنم هو مكان للتعذيب ولامهرب منه لا تتوافق مع

القول: ان الصديق يذهب الى جهنم )القبر( ويخرج منه ثانية. هوشع 13:14 يسند ذلك: ))من يد الهاوية افديهم من الموت اخلصهم ]شعب الله[((. وهذا مقتبس في الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس 15:55, ويلائم الانبعاث عند عودة المسيح. وكذلك في التصور عن الانبعاث الثاني ]انظروا في الدراسة 5.5[, ))وسلم الموت والهاوية الاموات الذي فيهما(( ]رؤيا يوحنا 20:13[. وانتبهوا الى المقارنه الموت القبر وجهنم ]انظر ايضا في مزامير 6:5[.

واقوال حنة في صموئيل الاول 2:6 انها قمة الوضوح: ))الرب يميت ويحيي ]في القيامة[. يهبط الى الهاوية ]شؤول[ ويصعد((.

بما ان )جهنم( هو القبر, فمن المتوقع ان الصديقين ينجون منه بواسطة الانبعاث والحياة الابدية. والامر المؤكد هو ان دخول )جهنم( او القبر ثم الخروج منه بواسطة الانبعاث. وخير مثال على ذلك هو المسيح الذي: ))انه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادا(( ]اعمال الرسل 2:31[ لانه قد بعث. انتبهوا الى الموازاة بين )نفس( المسيح و)لحمه( او جسده ))لم تترك نفسه في الهاوية(( وهذا يرمز الى انه كان هناك الى فترة ما. اي مدة ثلاثة ايام كان مدفون في القبر. وكون المسيحي قد قضى بعد من الوقت هناك )جهنم( فهذا اثبات على انه ليس المكان الذي يذهب اليه الائرار.

كلاهما الاشرار والصالحين يذهبون الى )جهنم( اي القبر. اليسوع

))وجعل مع الاشرار قبره(( ]اشعياء 53:9[. وهنالك امثلة عديدة على ذهاب الصالحون الى جهنم اي القبر. واشار يعقوب الى ذلك ))انزل الى ابني نائحا الى الهاوية. وبكى(( لابنه يوسف ]تكوين 37:35[.

احد المبادئ الربانية هو ان الموت عقاب الخطيئة ]الرسالة الى اهل رومية 6:23, 8:13, رسالة يعقوب 1:15[. لقد بينا سابقا ان الموت هو حالة فقدان كلي للوعي. ونتيجة الخطيئة هو الدمار الكلي, وليس العذاب الابدي ]انجيل متى 21:41, 22:7, انجيل مرقس 12:9, رسالة يعقوب 4:12[, مثل الناس الذين أبيدوا بالطوفان ]انجيل لوقا 17:27,29[, وكما مات الاسرائيليون في برية ]الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس 10:10[. في هذين المثالين قد أميت الخا طئين ولم يعذبوا الى الابد, وهذا يعني ان الاشرار لم يعاقبوا بالعذاب الابدي.

فالله لا يحاسب من جهل كلامه كما يحاسب الخاطئين ]الرسالة الى اهل رومية 5:13[. انما يتركهم امواتا. واما الذين علمو ب كلام الرب فانهم يبعثون عند عودة المسيح. وعقاب الاشرار هو الموت. وهو الحكم على الخاطئين. وهذا يعني انهم يبعثون احياء ليحاكموا امام المسيح الجالس على كرسي الدين, وبعدها يعاقبو بالموت الابدي. وهذا يكون ))الموت الثاني(( والابدي الذي ذكر في رؤيا يوحنا 2:11, 20:6.

وهؤلاء عقابهم ابدي بالموت الابدي وبلانهاية: هنالك مثال على ذلك في ))الكتاب الكقدس(( التثنية 11:4, حيث يصف ابادة جيش

فرعون في البحر الاحمر حين امر الرب بابادة ابدية لكي لا يتعرضوا لشعب الرب ثانية, ))اطاف مياه بحر سوف ... قانادهم الرب الى هذا اليوم((.

ان هذا كان واضح عند المؤمنين الاوائل بالعهد القديم, بان القيامة هي تاتي في يوم الآخرة, وحينها يرجع الخاطئين الى القبر ثانية, وهذا واضح في ايوب 21:30,32: ))انه ليوم البوار يمسك الشرير ليوم السحط... هو الى القبور يقاد((. مثال آخر على عودة المسيح والحساب, حين يصف )اهلاك( الخاطئين امامه ]انجيل لوقا 19:27[. وهذا لا يتوافق مع الفكرة القائلة بان الخاطئين على وعي ابدي لعذابهم وآلامهم الجسدية. انه لبس منطقيا ان يعذب الناس الى الابد لانهم اخطأوا مدة سبعون سنة. والرب لا يهنأ بعذاب الخاطئين لذلك فهو لن يعاقبهم بعذاب ابدي ]حزقيال 18:23,32, 33:11, رسالة بطرس الثانية 3:9[.

ان العالم المسيحي الذي حاد عن الدين, كثيرا ما يربط بين )جهنم( والعذاب والنار. وهذا يتنافى مع تعاليم ))الكتاب المقدس(( عن جهنم ]القبر[. ))مثل الغنم للهاوية يساقون. الموت يرعاهم ويسودهم المستقيمون(( ]مزامير 49:14[. يصف القبر بالهادئ والمعدوم للاحاسيس. على الرغم من تواجد جسد المسيح في جهنم او القبر لمدة ثلاثة ايام دون ان يتعفن ]اعمال الرسل 2:31[. وهذا لا يمكن لو كان المكان معدا للنار. حزقيال 30-26: 32 يعطينا

صورة عن كبار المحاربين من الامم وهم راقدون في قبورهم: ))كلهم غلف قتلى بالسيف ... النازلين الى الهاوية بادوات حربهم وقد وضعت سيوفهم تحت رؤوسهم... فيضطجعون... مع الهابطين الى الجب((. يتطرق الى دفن المحاربين بكامل سلاحهم, بينما راس المتوفي يسندونه بالسيف. رغم ان هذا الوصف لداخل ))جهنم(( او القبر. فان هؤلاء الرجال الاقوياء يرقدون بصمت في جهنم ]اي القبور[ وهذا مثال آخر على ان القبور او جهنم ليست مكانا للتعذيب. هكذا قال بطرس لرجل شرير, ))لتكن فضتك معك للهلاك(( ]اعمال الرسل 8:20[.

وقصة يونان تناقض تلك الفكرة, عندما ابتلعه الحوت وهو حي, ))فصلى يونان الى الرب الهه من جوف الحوت. وقال. دعوت من ضيقي الرب... صرخت من جوف الهاوية(( ]يونان 2:1,2[. وهذا يساوي بين ))من جوف الهاوية(( وتلك مع الحوت. وبطن الحوت )مكان له غطاء(, وهي المعنى الحقيقي للكلمة العبرية )شؤول(, والمترجمة ب )جهنم(. ويتضح انه مكانا بلا نار, ويخرج يزنان من ))من جوف الهاوية(( حين يلفظه الحوت خارجا. وهذا يشير لاحقا الى قيام المسيح من )جهنم( ]القبر[- انظر الى انجيل متى 12:40.

النار الرمزية

رغم ان الكتاب المقدس يكرر استعمال النار الابدية, لكي يصف غضب الرب من الاشرار, والذي ينتهي, بفناء كلي للخاطئ في القبر. ولقد عوقبت سدوم ب ))النار الابدية(( ]يهوذا آية 7[. لقد

ابيدت بسبب شرور سكانها. هذه المدينة اليوم خراب واطلالها في قعر البحر الميت, ولا يمكن ان تشتعل نار فيها الآن, وهذا ضروري لكي نفهم )نار ابدية( حرفيا.

كذلك, اورشليم, توعدها الرب بالنار الابدية ونار الغضب الرباني وذلك لما ارتكبه شعب اللله من اخطاء : ))فاني اشعل نارا في ابوابها فتاكل قصور اورشليم ولا تنطفئ(( ]ارميا 17:27[. وبما ان اورشليم هي عاصمة المملكة القادمة ]اشعياء 4-2: 2, مزامير 48:2[, لم يقصد الرب ان نقرأ ونفهم ذلك بظاهر المعاني. ان البيوت الكبيرة في اورشليم قد احترقت ]الملوك الثاني 25:9[, ولكن النار لم تستمر الى الابد.

ثم عاقب الرب ارض آدوم بالنار التي ))ليلا ونهارا لا تنطفئ. الى الابد يصعد دخانها من دور الى دور نخرب... والكركي والغراب يسكنان فيها... ويطلع في قصورها الشوك(( ]اشعياء 15-9: 34[. نلاحظ ان الحيوانات والنباتات كان لابد ان يتواجدوا في خرائب آدوم. لذلك فان النار الابدية تعني غضب الرب والقضاء النهائي على المكان. ويجب الا ان ناخذ المعنى الظاهر للاشياء.

هنالك استعمالات لكلمة )الابد( في اللغتين اليونانية والعبرية, واحيانا يتعرضون بذلك للمملكة ومثال ناخذه من حزقيال 32:14,15: ))الابراج والقلاع تصبح قبوا مهملا الى الابد... الى ان تحل علينا الروح((. هذه احدى الطرق لفهم )الابدية( ل )النار الابدية( مرة تلو

الاخرى يستوي غضب الرب واخطاء اورشليم وشعب الرب مع النار: ))ها غضبي وغيظي ينسكبان على هذا الموضع ]اورشليم[... فيتقدان ولا ينطفئان(( ]ارميا 7:20, وامثلة اخرى في : المراثي 4:11, الملوك الثاني 22:17[.

وياتي على ذكر النار حين يحاكم الرب الشريرين, خاصة حين يعود المسيح: ))فهوذا باكي اليوم المتقد كالتنور وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشا ويحرقهم اليوم الأتي(( ]ملاخي 4:1[. حين يحترق شيئ ما حتى جسد آدمي سرعان ما يتحول الى رماد ومن المستحيل ان تشتعل النار في جسد ما الى الابد. لهذا فان )نار ابدية( لا يقصد بها المعنى السطحي او الظاهر. اذ لا يمكن للنار ان تشتعل بدون ان تلتهم شيئا ما. ويجب ان نؤكد على ان ))جهنم(( ))وطرح... في بحيرة النار(( ]رؤيا يوحنا 20:14[. وهذا يشير الى ان جهنم ليست مكانا مثل ))بحيرة النار(( وهذا يمثل الفناء الشامل. وباسلوب رمزي يوضح لنا في كتاب رؤيا يوحنا بان القبر سوف يفنى نهائيا. وهذا لان في نهاية الالفية لن يكون موت.

جهنه

جهنه هي المكان الذي تكومت به الزبالة خارج مدينة اورشليم واحرقت فيه. وجهنه الآرامية مرادفة ل )جية بن هينوم( العبرية وهذا بالقرب من اورشليم ]يسوع 15:8[. وفي حينه كانت مزبلة المدينة. وكانوا يقذفون بجثت المجرمين الى النار المشتعلة دائما

هناك. بحيث اصبحت جهنه رمزا للاباده الابدية.

ويجب ان نؤكد ثانية على ان الجثث التي القي بها الى النار تحولت الى رماد. ))لان الهنا نار آكلة(( ]الرسالة الى العبرانيين 12:29[ في يوم الدين, نار غضبه على الخاطئين ستفنيهم ولن تبقى لهم اثر. وفي حساب الرب السابق, على ايدي البابليين, حينها امتلأت جهنه بجثت الاشرار من بين شعب الرب ]ارميا 7:32,33[.

ان السيد اليسوع توصل الى استعمال ناجح للكلمة )جهنه( كتعبير عن الافكار في العهد القديم. وقال مرات عديدة ان هؤلاء الذين ينبذون امام كرسي الحساب عند عودته سوف يختفون ))الى جهنم الى النار التي لا تطفا. حيث دودهم لا يموت(( ]انجيل مرقس 9:43,44[. ب جهنه تداعت الافكار عن الناس حول النبذ والفناء للجسد. ووجدنا ان النار الابدية هي كناية عن غضب الرب على الاشرار, والابادة الابدية للاشرار عن طريق الموت.

ان التطرق ل ))حيث دودهم لا يموت(( هو انه جزء من الاستعمال المجازي للاباده الكلية. ولا يعقل ان يكون دود لا يموت. وحقيقة ان جهنه كانت قائمة كمكان يلقون به الاشرار من ابناء شعب الله, يلائم استعمال المسيح لما تمثله جهنه.

دراسة 4: اسئلة

1. ماذا يجري بعد الموت؟

أ( النفس تذهب الى الجنة

ب( نفقد الوعي

ج( تخزن النفس في مكان ما الى ان ياتي يوم الحساب

د( النفوس الضالة تذهب الى جهنم والصالحة الى الجنة.

2. ما هي النفس؟

أ( قسم ابدي من كياننا

ب( كلمة معناها )جسد. انسان. مخلوق(

ج( ذات الشيئ مثل الروح

د( شيئ يذهب بعد الموت الى جهنم او الى الجنة.

3. هل الموت حالة فقدان للوعي؟

أ( نعم

ب( لا.

4. ما هو جهنم؟

أ( مكان للاشرار

ب( معاناة في هذه الحياة

ج( القبر.