المقدساسسالكتاب
دراسة 5: مملكة الله
تعريف المملكة | المملكة ليست قائمة الآن | مملكة الله في الماضي | مملكة الله في المستقبل | العصر الالفي السعيد | اسئلة

5.3 مملكة الله في الماضي

ان مملكة الرب هي الثواب القادم للمؤمنين. وانها تحفزهم على اقتفاء اثر المسيح. بشيئ من المعاناة وقلة الراحة المؤقتة. ومن المتوقع بهذا ان يدب الحماس بهم طيلة حياتهم. ويتوقعون باستمرار, لفهم وتقدير معجزات العصر القادم اياه. وهذا يعتبر, خلاصة جهودهم الروحانية, واظهار كامل للرب الذي تعلموا ان يحبون مثل ابيهم.

لقد اسهبت الكتب في وصف ما ستكون عليه المملكة. الا انكم سوف تستنفذون حياتكم في استجلاء البعض منها. احدى الطرق لفهم مجموعة من المبادئ الاساسية لهذه المملكة القادمة هو: بان المملكة قامت في الماضي. عندما سير الرب امور البشر مباشرة. وهذه المملكة ستقوم من جديد حين يعود المسيح. كثيرا ما يشرح لنا الكتاب المقدس عن كيف حكم الرب البشر في الماضي. الامر الذي يساعدنا على فهم كيف تدار شؤون المملكة

الربانية في المستقبل.

كثيرا ما وصف الرب ب ((الملك)) لشعبه [اشعياء 44:6, 41:27, 43:15, مزامير 48:2, 89:18, 149:2]. وهذا ناجم عن ان شعبه كان مملكته, وقد بدأوا ليكونو مملكة الرب عندما اتحدوا معه على جبل سيناء. مباشرة بعد ان هربوا من مصر عبر البحر الاحمر. ولقاء استعدادهم للحفاظ على هذا الاتحاد, هم ((تكونون لي مملكة... وامة مقدسة)) [خروج 19:5,6]. هكذا ((عند خروج اسرائيل من مصر... واسرائيل محل سلطانه)) [مزامير 114:1,2]. بعد دخولهم في اطار هذه الاتفاقية, عبرت اسرائيل الصحراء واستقروا في ارض كنعان الموعودة. ولان الرب كان ملكهم, فقد سير امورهم ((القضاة)) [مثل: جدعون, وشمشون] ولم يكن لهم ملوك. وهؤلاء القضاة لم يكونوا ملوكا. وانمت اداريون برعاية ربانية. وقد توزعوا على مقاطعات من الدولة ولم تكن لاحد السيطرة على كل البلاد. في فترات متقاربه, رعاهم الرب وهيأهم لمهمات معينة. مثلا: لحث شعب اسرائيل على الندم, وانقاذهم من اعدائهم. وحينما طلب الاسرائيليون من جدعون ان يكون ملكهم, اجاب ((لا اتسلط انا عليكم... الرب يسلط عليكم)) [قضاة 8:23].

وفي عهد صموئيل وهو آخر القضاة, اعلن الاسرائيليون عن رغبتهم, بان يكون لهم ملكا من لحم ودم مثل بقية الامم من حولهم [صموئيل الاول 8:5,6]. وعلى مدى التاريخ, تجاوب شعب الرب مع

الاغراء بالابتعاد عن الرب, وقد ضحو بهذه القربى من اجل التشبه بما يدور حولهم في العالم. ان هذه الاغراءات مستفحلة في عالمنا هذا. ولقد اعلن الرب عن امتعاضه عن ذلك في حينه لصموئيل: ((اياي رفضوا حتى لا املك عليهم)) [صموئيل الاول 8:7]. ولقد وفر الرب لهم ملوكا, كان اولهم شاؤول الشرير ثم تلاه داوود الصديق وملوكا من بين احفاده. والملوك المتدبنين منهم, عرفوا انهم يحكمون شعب الله بايعاز منه وليس لتميزهم الشخصي.

ان هذه الحقيقة تساعدنا على فهم ما وصفه لنا سليمان ابن داوود الذي سيطر على ((كرسيه ملكا للرب الهك)) [الايام الثاني 9:8, الايام الاول 28:5, 29:23]. ان ازدهار حكم سليمان يدلنا على [انه شخصية ملائمة] لمملكة المستقبل الربانية. وهذا السبب في التاكيد على انه تملك على اسرائيل من قبل الرب, مثلما جلس يسوع على كرسي الرب ليتملك على شعبه [انجيل متى 27:37,42, انجيل يوحنا 1:49, 12:13].

محكمة الرب

لقد انقسمت مملكة اسرائيل الى اثنتين, وذلك نتيجة لما قام به سليمان من مخالفات للوصايا. وكان ان تزعم رحبعام ابن سليمان على سبط يهودا وسبط بنيامين وقسم من سبط منشة. فيما سيطر يربعام على باقي الاسباط العشرة المتبقية لياسسوا دولة سموها اسرائيل او افرايم. بينما رحبعام ودولة السبطين كانت

تدعى مملكة يهودا. لقد اقتفت هذه الاسباط زلة سليمان مقتدين بها. - لقد ادعوا بانهم يؤمنون بالرب الحقيقي وفي ذات الوقت سجدوا لآلهة الشعوب المجاورة. لقد استنفرهم الرب بواسطة الانبياء ليرتدوا عن ذلك ويعلنو الندم. ولكن بدون نجاح. وقد عاقبهم الرب بان فرقهم خارج حدود مملكة اسرائيل وفي اراضي اعدائهم, وسلط عليهم الآشوريين والبابليون الذين اجلوهم عن ارضهم وأسروهم: ((فاحتملتهم سنين كثيرة واشهدت عليهم بروحك [كلمة] عن يد انبيائك فلم يصغوا فدفعتهم ليد شعوب الاراضي [المجاورة])) [نحميا 9:30].

لم يكن لمملكة العشرة اسباط ملوكا صالحين بدءا من يروبعام, احاب, يهواحاز, الخ. ولقد ذكروا جميعهم في كتاب الملوك على انهم عبدة اصنام. وفي عهد آخر ملوكهم هوشع, هزموا امام الآشوريين الذين قامو بسبيهم [الملوك الثاني 17]. ولم يرجعوا ابدا.

ولمملكة يهودا كان لهم عدة ملوك صالحين [مثل- حوقيا ويهوشع] ولكن غالبية ملوكهم كانو شريرين. ولقد عاقب الرب هذه المملكة لما ارتكبه اناسها من اخطاء ولقد قضى على يهودا كمملكة في عهد آخر ملوكها صدقيا. وسلط عليهم البابليون الذين سبوهم واجلوهم الى بابل [ملوك الثاني 25]. وبقوا في بابل مدة سبعون سنة. وبعد ذلك رجع قسم منهم بقيادة عزرا ونحميا. ولكن لم يكن لهم ملك منهم وانما تعاقب الحكام عليهم من البابليين ثم

اليونانيون والرومانيون. ولان الاسرائيليون رفضوا دعوة اليسوع, قام الرومان بغزوهم في عام سبعين ميلاديا ونفوهم الى جميع انحاء العالم. فقط في الماءة عام الاخيرة بدأوا بالرجوع, وهذا الامر يبشر بقرب عودة المسيح [انظر في الفهرس 3].

تنبأ حزقيال 27-25: 21 بنهاية مملكة الرب كما كانت في امة اسرائيل, وما عادوا ليكونو شعب مملكته: ((وانت ايها النجس الشرير رئيس اسرائيل [اي صدقيا], الذي قد جاء يومه... هكذا قال السيد الرب. انزع العمامة. ارفع التاج [اي ان صدقيا لم يعد ملكا]: هذه لا تلك... منقلبا منقلبا منقلبا اجعله: هذا ايضا لا يكون حتى ياتي الذي له الحكم فاعطيه اياه)). فقرة بعد فقرة في كتاب الانبياء ينعون نهاية مملكة الرب [هوشع 10:3, المراثي 5:16, ارميا 14:21, دانيآل 14-12: 8].

ان (منقلبا) مثلثة حزقيال 27-25: 21 يتطرق للاجتياحات الثلاث التي قام بها نبوخذنصر ملك بابل. ان التلميذ النبيه يلاحظ من خلال هذه الآيات وجود مثلا اضافيا عن كيفية التعامل بالمثل مع مملكة الرب وملكها. ان اسقاط صدقيا هو بمثابة سقوط مملكة الرب [انظروا في 5.2]. وهذا اعلان عن انتهاء مملكة الرب في شعب اسرائيل: ((وابيد مملكة بيت اسرائيل)) [هوشع 1:4]. ((ويعطيه [ليسوع] الرب الاله كرسي داوود ابيه... ولا يكون لملكه نهاية)) [انجيل لوقا 1:32,3] - ان عودة المسيح هو الزمن الذي

يتحقق به الوعد المتجدد بقيام المملكة.

تجدد مملكة الرب

هنالك نظرية عظيمة عند انبياء العهد القديم, حول تجدد مملكة الرب حين يعود المسيح. وتلاميذ المسيح كانوا مرهفين الاحاس لذلك: ((اما هم المجتمعون فسالوه قائلين با رب هل في هذا الوقت ترد الملك؟)) وللتساؤلات حول (اذا كانت نبوءة حزقيال 21:27 سوف تتحقق الآن) اجاب اليسوع بانهم لن يعرفون ابدا وبدقة متى سيعود, رغم ان الملائكة وعدتهم بعد ذلك بانه سوف يعود يوما ما [اعمال الرسل 11-6: 1].

ان تجدد مماكة الرب وفقا لذلك ستكون في عودته الثانية. ويجب ان نؤكد على ان النظام القائم في ارض اسرائيل الآن لا يشكل اساس مجددا لقيام مملكة الرب. ((دولة اسرائيل)) الراهنة لم يوافق عليها الرب, لذلك سوف تباد مع كل الامم عندما يعود المسيح. قال بطرس, ان الرب سوف يبعث ((يسوع المسيح... الذي ينبغي ان السماء تقبله [اي, يبقى هناك] الى ازمنه رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين)) [اعمال الرسل 3:20,21]. ان العودة الثانية تشكل التاسيس الجديد لمملكة الرب وهي تجديد لمملكة اسرائيل القديمة.

ان تجديد مملكة الرب يعتبر تصور ((جميع انبيائه [الرب]

القديسين)):-

-((فيثبت الكرسي بالرحمة ويجلس [اليسوع] عليه بالامانة في خيمة داوود [بالعودة الثانية -انجيل لوقا 1:32,33], قاض... ويبادر بالعدل)) [اشعياء 16:5].

-((في ذلك اليوم اقيم مظلة داوود [اي,((عرش)) داوود من اتجيل لوقا 1:32,33] الساقطة واحصن شقوفها واقيم ردمها وابنيها كايام الدهر)) [عاموس 9:11]. القول الاخير هو بوضوح لغة التجديد.

-((ويكون بنوهم كما في القديم وجماعتهم تثيت امامي)) [ارميا 30:20].

-((الرب... ويختار اورشليم بعد)) [زكريا 2:12], وجعله عاصمة لمملكة الرب العالمية [موامير 48:2, اسعياء 4-2: 2].

-((وارد سبي يهوذا... وابنيهم كالاول ... سيسمع بعد في هذا الموضع... وصوت الفرح... لاني ارد سبي الارض كالاول... سيكون بعد في هذا الموضع [اورشليم]... مسكن الرعاة... تمر ايضا الغنم)) [ارميا 13-7: 33].

ان عودة المسيح لكي يؤسس المملكة هو الامل الذي نتقرب اليه

بالاعتماد.


  Back
Home
Next