المقدساسسالكتاب
دراسه 3: وجود الله
مقدمة | وعد بالجنة | وعد نوح | وعد ابراهيم | وعد داوود | اسئلة

3.4 وعد ل ابراهيم

الانجبل الذي دعى له اليسوع وتلاميذه, لم يكن بمضمونه مغايرا لما اعتقده ابراهيم, من خلال الكتب ((فبشر ابراهيم)) [الرسالة الى اهل غلاطية 3:8]. وكانت هذه الوعود على هذا القدر من الاهمية, الامر الذي دفع بطرس الى التطرق اليهم كلما صرح عن الانجيل على الملأ [اعمال الرسل 3:13,25]. اذ تمكنا من فهم ما قيل عن ابراهيم, لسهل علينا اثراء معلوماتنا بشكل اساسي عن الانجيل, وسوف يتبين لنا بان هنالك اشارات الى ان ((الانجيل)) قي تكوينه لم يبدأ في فترة اليسوع فقط:-

-((ونحن نبشركم [بالانجيل] بالموعد الذي صار لآبائنا [ابراهيم, اسحق ويعقوب ], ان الله قد اكمل)) [اعمال الرسل 13:32,33].

-((انجيل الله الذي سبق فوعد به بانبيائه [مثلا ابراهيم, تكوين 20:7] في الكتب المقدسة)) [الرسالة الى اهل رومية 1:1,2].

-((فانه لاجل هذا بشر الموتى ايضا)) [رسالة بطرس الاولى 4:6] - اي, المؤمنون الذين عاشوا وماتوا قبل القرن الاول.

-((لاننا نحن ايضا قد بشرنا كما اولئك)) [الرسالة الى العبرانيين 4:2] - اي, اسرائيل في البرية.

هنالك فكرتين اساسيتين في الوعد ل ابراهيم:

(1) عن نسل ابراهيم المميز بشكل خاص!

(2) عن ارض الميعاد لابراهيم.

لقد ورد ذكر هذه الوعود في العهد الجديد, ونحن وكما تعودنا ان نتيح للكتاب المقدس بالافصاح عن كيانه. لذلك سوف نوفق بين العهد القديم والجديد لكي تتضح لنا الصورة عن العهد الذي أبرم مع ابراهيم.

لقد عاش ابراهيم في اور, عراق اليوم. والاكتشافات التاريخية الاثرية في هذا الوقت تزيدنا علما بما وصلت اليه الحضارة في عصر ابراهيم من تقدم وازدهار, من النظام المصرفي, الى مستخدمين الدولة [موظفين] وبنية تحتية مناسبة.

ليس لنا علم عن مدينة اخرى عاش بها ابراهيم, الى ان امره الرب بالعزوف عن اقامته وليبدأ رحلته الى ارض الميعاد, بدون تفاصيل واضحه, الى ان تبين ان الرحلة طالت الى مسافة 1500 ميل, والارض ل كنعان في ذلك الوقت في حدود اسرائيل اليوم.

على مدار حياة ابراهيم, تجلى الله له وكلمه ووعده, وهذه الوعود هي اساس الانجيل المسيحي وحين نصبح مسيحيين حقيقيين, على الارجح, سيدعونا مثلما دعى ابراهيم, بالعدول عن الاشياء المؤقتة [الزائلة] في حياتنا هذه. ونسير في طريق الايمان, مهتدين بكلمة الرب. والى ان يحدث هذا يمكننا تخيل لبراهيم وهو يفكر بالوعود اثناء رحيله. ((بالايمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج [من اور] الى المكان [كنعان] الذي كان عتيدا ان ياخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم الى اين ياتي)) [الرسالة الى العبرانيين 11:8].

نحن ايضا سنحتار, حين نواجه وعد الرب للمرة الاولى, ولن نعرف كيف تكون مملكة الرب, الا ان ايماننا هو الكفيل لانصياعنا المتحمس.

ان ابراهيم في اختياره طريق الوعود لم يكن ناجم عن مزاج وانما عن خيال خلاق, والقرار الذي اتخذه وكل ما انتابه من حيرة وقلق, هو الامر الذي سوف نواجهه حين نختار طريق وعود الرب - مثل النظرات المتهمة والمشككة من قبل الزملاء والجيران [((له دينه))]. ان الدافع العظيم الذي كان لابراهيم في رحلته, هو الوعد الذي من المتصور انه اقلقه وردد كلمته. عساه يصل الى المعنى الحقيقي.

وحين ندخل نجربة مماثلة لابراهيم ونعمل بمقتضاها, سننال الاحترام الذي ناله ابراهبم, وندعى اصدقاء الرب [اشعياء 41:8], ونجد الوعي, في الرب [تكوين 18:17] وننال الحياة الابدية في المملكة. ونحن نؤكد ثانية ان انجيل المسيح يرتكز على ما وعده الله لابراهبم. لكي يكتمل ايماننا المسيحي, لذلك يجب ان نقرأ بحماس عن الحديث الذي دار بين الرب وابراهيم.

الارض

1) ((اذهب من ارضك... الى الارض التي اريك)) [تكوين 12:1].

2) ابراهيم ((وسار في رحلاته... الى بيت ايل [في مركز اسرائيل] وقال الرب لابرام... ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي انت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا. لان جميع الارض التي انت ترى لك اعطيها ولنسلك الى الابد... امشى في الارض... لاني لك اعطيها)) [تكوين 17-14, 3: 13].

3) ((قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا. لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات)) [تكوين 15:18].

4) ((واعطي لك ولنسلك من بعدك ارض غربتك كل ارض كنعان ملكا ابديا)) [تكوين 17:8].

5) ((كان الوعد لابراهيم او لنسله ان يكون وارثا

للعالم)) [الرسالة الى اهل رومية 4:13].

هنا نلاحظ التجلي التدريجي لابراهيم:-

1) (هنالك ارض اريدك ان تذهب اليها).

2) (وصلت الآن الى المنطقه. انت واولادك تحيون هنا الى الابد). انتبه اعلاه كيف وردت الجملة ببساطة, ولو كان الكاتب من بني البشر لأقام الضجة حول ذلك.

3) برزت بوضوح منطقة ارض الميعاد.

4) ما كان لابراهيم ان يتوقع تحقق الوعد بهذه الحياة. انما يعيش فيها ((غريب)) رغم انه سيعيش فيها لاحقا الى الابد, الا ان ذلك سيكون حين يبعث حيا من موته لكي يتسنى له تسلم ما وعد به.

5) بولس في تصوره ان ابراهيم سيرث [كل الارض] اوالكرة الارضية بناء على ما وعد به.

ونلاحظ استثناء خاصا حين تؤكد الكتب على ان الوعود لم تتحقق في حياة ابراهيم تلك:-

((بالايمان تغرب [رمز للمرحلية] في ارض الموعد كانها غريبة ساكنا في خيام)) [الرسالة الى العبرانيين 11:9].

لقد عاش ابراهيم غريبا بدون استقرار وامان. مثل شعور اللاجئين, بالكاد عاش مع نسله في ارضه, اسحق ويعقوب [اللذان تكرر لهم الوعد] هو: ((في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا الموعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض)) [الرسالة الى العبرانيين 11:13]. انتبهوا الى الاربعة مراحل:-

-معرفة الوعود - بواسطة هذه الدراسة.

-ان تكون ((مقتنعون بهم)) - استغرق ذلك مدة اسبوع عند ابراهيم. فكم من الوقت نحن بحاجة له؟

-تبني الوعود- بالتعمد في المسيح [الرسالة الى اهل غلاطية 29-27: 3].

-ان يكون اسلوبنا المعيشي بمثابة اعتراف امام العالم بان بيتنا ليس في هذه الدنيا, ولكننا نعيش آملين بان يعم العهد المستقبلي على الارض.

ان ابراهيم هو البطل والقدوة للذين آمنوا وقدروا. وان التوجه الحسي البديل يعول على ان الوعود ستتحقق في المستقبل. هو ما يستحقه هذا الرجل المسن والمتعب الذي فقد زوجته, وكان عليه ان يشتري مكانا في ارض الميعاد يدفن به جثمانها [اعمال الرسل 7:16]. الرب بيقين ((ولم يعطه فيها ميراثا ولا وطاة قدم ولكن وعد ان يعطيها ملكا له)) [اعمال الرسل 7:5]. وسيجتاح هذا الشعور المتضارب نسل ابراهيم حين يرغبون بشراء او استئجار قطعة ارض في البلاد التي وعدت لهم الى الابد.

ولكي يفي الله بوعوده. سيأتي اليوم الذي يكافأ به ابراهيم وكل اللذين وعدهم الله. الرسالة الى العبرانيين 11:13,39,40 تواضح هذه المسألة:-

((في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد, اذ سبق الله فنظر لنا شيئا افضل لكي لا يكملوا بدوننا)).

سوف ينال المؤمنون ثوابهم في يوم الحساب في الآخرة بوقت واحد [الرسالة الثانية الى تيموثاوس 4:1,8, انجيل نتى 34-31: 25, رسالة بطرس الاولى 5:4]. من المفروض ان الذين تعهد لهم الرب, سيبعثون احياء قبل يوم الحساب ليحاكموا وهذا يكون بعودة الكسيح. وهذا يعني ان ابراهيم وامثاله, في حالة غبيوبة حتى عوده المسيح. نحن نعرف عن وجود الكنائس في اوروبا والتي تزين جدرانها بصور تبين ان ابراهيم قد نال ثوابه وهو الآن في الجنه. ان الآلاف الذين نظروا بخشوع الى تلك الصور عبرالسنين وآمنوا بها, يطرح السؤال اذا كانت لديك الشجاعة من الايمان بالكتاب المقدس

لكي تخالفهم في ذلك؟

النسل

كما شرح في الدراسة 3.2, فان الوعد للنسل كان

للمسيح وكذلك للذين ((في المسيح)) وهم بهذا نسل ابراهيم:-

1) ((فاجعلك امة عظيمة واباركك... وتبارك فيك جميع قبائل الارض)) [تكوين 12:2,3].

2) ((واجعل نسلك كتراب الارض. حتى اذا استطاع احد ان يعد تراب الارض فنسلك ايضا يعد... لان جميع الارض التي انت ترى لك اعطيها ولنسلك الى الابد)) [تكوين 13:15,16].

3) ((انظر الى السماء وعد النجوم ان استطعت ان تعدها... هكذا يكون نسلك... لنسلك اعطي هذه الارض)) [تكوين 15:5,18].

4) ((واعطي اك ولنسلك من بعدك... كل ارض كنعان ملكا ابديا. واكون الههم)) [تكوين 17:8].

5) ((واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر. ويرث نسلك باب اعدائه. ويتبارك في نسلك جميع امم الارض)) [تكوين 22:17,18].

لقد ازداد شمولا مفهوم ابراهيم ((للنسل)):-

1) في البداية, قيل له, بانه سيكون له الكثير من الاحفاد, و((بنسله)) ستتبارك الارض.

2) وقيل له لاحقا, بان نسله سيشمل الكثير من البشر, وهؤلاء سوف يخلدون معه, في الارض التي حط فيها. اي في ارض كنعان.

3) وقيل له بان عدد نسله مثل عدد [النجوم في السماء] وهذا يرمز للنسل الروحاني, بالاضافة الى النسل البيولوجي [((تراب الارض))].

4) بالاضافة الى الوعود السابقة, كانت هنالك التعهدات للذين سوف يشملهم النسل, بانه ستكون لهم علاقة شخصية مع الرب.

5) النسل يهزم اعداءه.

انتبهوا: كيف يجلب النسل ((البركة)) في كل انحاء المعمورة, وفي الكتاب المقدس ياتي على ذكر البركة, مرات عديدة بمعنى الغفران لخطاياهم, وهذه هي المنة الكبرى بان من يحب الله يكون له ذلك. ولهذا نقرأ اشياء مثل: ((طوبى للذي غفر اثمه وسترت خطيته)) [مزامير 32:1], ((كاس البركة)) [الرسالة الاولى الى اهل كورينثوس 10:16], ويذكرزن بها كأس النبيذ التي يمثل دم المسيح, الذي بواسطته يستتب الغفران.

اليسوع هو نسل ابراهيم الخاص الذي يجلب الغفران

لخطايا العالم. والد ليل القاطع على هذا نجده فيما ورد في الكتاب المقدس عن الوعد لابراهيم:-

((لا يقول [الله] وفي الانسال كانه عن كثيرين [اي بالجمع], بل كانه عن واحد [بالمفرد], وفي نسلك الذي هو المسيح)) [الرسالة الى اهل غلاطية 3:16].

((... والعهد الذي عاهد به الله آبائنا قائلا لابراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الارض. اليكم اولا اذا اقام الله فتاه يسوع [اي, النسل] ارسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره)) [اعمال الرسل 3:25,26].

لاحظ كيف يشرح بطرس ما ورد في التكوين 22:18:-

النسل = المسيح

المباركة = الغفران لخطاياهم

الوعد لليسوع, النسل, بالنصر على اعدائه, ياخذ مكانه الملائم بدون التباس في هذه المعادلة, فاذا كان المقصود هو النصر على الخطيئة - العدو الاكبر

لشعب الله, وعدو اليسوع ايضا.

الانتساب الى النسل

من الواضح ان ابراهيم بما ادركه كان بمثابة الخطوط الرئيسية لاسس الانجيل المسيحي, ان الوعود كانت لابراهيم ونسله, اليسوع. وبالنسبة

للآخرين؟ فان الاحفاد البيولوجيين لايضمنوا تلقائيا الانتساب الى النسل الواحد [انجيل يوحنا 8:39, الرسالة الى اهل رومية 9:7].

علينا ايجاد طريقة ما, لكي نشارك بالنسل والوعود

للنسل وذلك بالانصهار في المسيح والتعمد فيه [الرسالة الى اهل رومية 5-3: 6], ونقرأ الكثير عن العمادة [اعمال الرسل 2:38, 8:16, 10:48, 19:5]. الرسالة الى اهل غلاطية 29-27: 3 ولا يمكننا زيادة ايضاح على وضوح.

((لان كلكم [اي لكلكم فقط] الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. ليس يهودي ولا يوناني [براني].

ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع [بالاعتماد]. فان كنتم للمسيح [بالاعتماد به] فانتم اذا نسل ابراهيم وحسب الموعد ورثة)).

-ان ((البركات)) التي توفر الوعد بالحياة الابدية لنا وتغفر لنا باليسوع وذلك بالتعمد في المسيح والنسل, وهكذا نشاركه بما تلقاه من عهود كما ورد في الرسالة الى اهل رومية 8:17 بتوجهها الينا ((ووارثون مع المسيح)).

ستحل البركة على الناس في ارجاء الارض, عن طريق النسل, الذي يؤلف الجماعات في العالم مثل عدد الرمل والنجوم, وهذا لان البركة شملتهم, الامر الذي يخولهم ليكونوا نسل ((الذرية تتعمد له يخبر عن الرب الجيل الآتي)) [اي الكثبرون, مزامير 32:30].

يمكننا ان نلخص الوعود لابراهيم على مرحلتين:-

(1) الارض

ان ابراهيم ونسله, اليسوع, والذين في اليسوع. سيرثون ارض كنعان وكل الارض بالتبعية, ويقيموا فيها الى الابد, وهذا لايتم في هذه الحياة, انما في يوم الآخرة حين يعود المسيح.

(2) النسل

انه اليسوع قبل كل شيئ, الذي يهزم الخاطئين [((الاعداء))] اعداء البشرية, عندئذ يكون الغفران بمتناول اليد في العالم.

ان التعمد باليسوع هو الضمان الوحيد للانتساب الى النسل, وان الذين جاءوا من صلب ابراهيم, [البيولوجي] لا يكون لهم الخلاص الا بالتعمد باليسوع.

لقد تكرر ذكر هذين المبدأين الااساسيين في وعظ العهد لبجديد ولاغرابة في ذلك. فنحن نقرأ الكثير عن اخبار الذين سارعوا الى التعمد بعد ان قرأوا عن الحاجة الى التعمد, لانها الطريقة الوحيدة التي نخظى بها بالوعود.

ونقرأ بان المسيحيين الاوائل دعوا:-

1) ((بالامور المختصة بملكوت الله

و

2) باسم يسوع المسيح)) [اعمال الرسل 8:12].

هذين الامرين الذين عرضا على ابراهيم يعناوين مختلفة:-

1) الوعد بالارض

2) الوعد بالنسل

لاحظوا, ان ((بالامور)) [بالجمع] عن المملكة واليسوع, لخصوا ب ((يكرز لهم بالمسيح)) [اعمال الرسل 8:5,12]. نصادف الكثير من الناس الذين يقصدون بذلك ((اليسوع يحبك! وما عليك الا ان تقول بانه مات من اجلك وهذا ضمان لخلاصك)) لكن اسمه ((المسيح)) يوحي بالكثير من الاشياء عن شخصه ومملكته القادمة. وهذه البشارة السعيدة التي وصلت الى ابراهيم, كان لها الدور الاكبر في اول ما بشر به الانجيل.

كان بولس في كورنثوس ((مدة ثلثة اشهر محاجا ومقنعا في ما يختص بملكوت الله)) [اعمال الرسل 19:8], وتجول في افسس ((كارزا بملكوت الله)) [اعمال الرسل 20:25], وكذلك الامر في رومية ((فطفق يشرح لهم شاهدا بملكوت الله ومقنعا ايهم من النموس... والانبياء بامر يسوع)) [اعمال الرسل 28:23,31]. بما ان هنالك الكثير ما قيل عنه, فهذا يثبت ان رسالة - الانجيل الاساسية عن المملكة واليسوع, ليست مسألة ((آمنوا باليسوع)). فان التجلي لابراهيم كان واضح ومفصلا اكثر من ذلك, وما قيل لابراهيم هو الاساس الحقيقي للانجيل المسيحي الحقيقي.

ان التعمد في المسيح, الامر الذي يجعلنا من النسل الذي يخولنا على ان نرث الوعود [الرسالة الى اهل غلاطية 29-27: 3],لكن العمادة لوحدها لا تكفي لكي نصل الى الخلاص المأمول. اذ يجب ان نبقى في النسل, وفي المسيح, لكي نحصل على الوعود الى النسل, وهذا يعني ان العمادة هي البداية. ونحن في هذا السياق, يجب ان لاننس, بان الانتساب الفني

للنسل لا يعني القبول عند الرب, ولا يعني ان الخلاص يتم بدون العمادة وبدون ملائمة حياتهم لما كان عليه المسيح وابراهيم [الرسالة الى اهل رومية 9:7,8, 4:13,14]. وقال اليسوع للذين عاشو في القرن الاول: ((انا عالم انكم ذرية ابراهيم. لكنكم تطلبون ان تقتلوني... لو كنتم اولاد ابراهيم لكنتم تعملون اعمال ابراهيم)) [انجيل يوحنا 8:37,39], الذي امن وعاش في الرب وفي المسيح, النسل الموعود [انجيل يوحنا 6:29].

((النسل)) مجبر على ان يحافظ على خصال آباءه.

لذلك فاذا اردنا ان نكون من نسل ابراهيم الحقيقي, علينا ان نتعمد ونؤمن بما وعد الرب به. وهكذ كان الاسم ((ابا لجميع الذين يؤمنون... بل ايضا يسلكون في خطوات ايمان ابنا ابراهيم الذي كان)) [الرسالة الى اهل رومية 4:11,12]. ((اعلموا [بقلوبكم!] اذا ان الذين هم من الايمان اولئك هم بنو ابراهيم)) [الرسالة الى اهل غلاطية 3:7].

ان الايمان الحق عند الرب, هو ذلك الايمان المتحمس والسابق للعمل, وغير ذلك فهو باطل [رسالة يعقوب 2:17]. والبرهان على آيماننا بالوعود, يبدأ بالعمادة, على الصعيد الشخصي [الرسالة الى اهل غلاطية 19-27: 3]. هل انت مؤمن حقا بوعود الرب؟ هذا هو السؤال الذي يسأل كل منا نفسه طيلة حياته.

الميثاق القديم والجديد

من المفروض ان يكون واضح بان الوعود لابراهيم هي خلاصة انجيل المسيح. ان مجموعة الوعود المهمة في هذا السياق, هي تلك القوانين التي نزلت على موسى. والتي مفادها ان انصياع البشر لهذه الدنيا [تثنيو 28]. ولم يكن بين هذه الوعود ما يشير الى الحياة الخالدة او ((ميثاق)). ونلاحظ انه كان هناك تعهد بين ((مواثيق)):-

1) لابراهيم ونسله بالحياة الخالدة في مملكة الرب عندما يعود اليسوع. هذا العهد كان لداوود وبالجنة.

2) للذين اتبعوا موسى, تعهد لهم بالحياة الهانئة في الحياة الدنيا, شريطة ان يطيعوا اوامر الرب الى موسى.

لقد وعد الرب ابراهيم, بالحياة الخالدة في مملكته, وهذا يتم بقربان اليسوع, ولهذا السبب نقرأ ان موت المسيح على الصليب يؤكد على الوعد لابراهيم [الرسالة الى اهل غلاطية 3:17, الرسالة الى اهل رومية 15:8, دانيال 9:27, الرسالة الثانية الى اهل كورنثوي 1:20], وهكذا سمي دمه ((دم العهد الجديد)) [العهد, انجيل متى 26:28]. ولكي نتذكر, طلب منا المسيح ان نتناول كأس النبيذ الذي يرمز الى دمه [اقرأ في الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس 11:25]: ((هذه اللكأس هي العهد الجديد بدمي, اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري)) وكذلك في [انجيل لوقا 22:20]. ليست هنالك فائدة من ((تكسير الخبز)) وتذكر اليسوع واعماله اذا لم نفهم هذه الاشياء ان تضحية اليسوع جعلت من الغفران والحياة الخالدة في مملكة الرب, امر ممكن: وبهذا اكد على الوعد لابراهيم, ((وضامنا

لعهد افضل)) [الرسالة الى العبرانيين 7:22]. وفي الرسالة الى العبرانيين 10:9 تقول عن اليسوع انه ((ينزع الاول [الميثاق] لكي يثبت الثاني)). وهذا يدل على ان المسيح عندما اكد على الوعد لابراهيم, وهذا يحل مكان الوعد لموسى. ان الاصحاحات التي ذكرت تاكيد المسيح على الميثاق بواسطو موته, ترمز الى انه كان ميثاق قديما وقد ابطله [الرسالة الى العبرانيين 8:13].

وهذا يعني ان الميثاق ((الجديد)) هو الذي ابرم مع المسيح اولا. ولم يعمل بها حتى موته لذلك يعتبر الجديد. وكان هدف الميثاق ((القديم)) الذي تم مع موسى, هو التأكيد على اهمية التعهدات للمسيح [الرسالة الى اهل غلاطية 3:19,21]. وان الايمان بالمسيح يسلط الدوء على حقيقة القوانين التي نقلها موسى [الرسالة الى اهل رومية 3:31]. كما وصثها بولس بطريقته الخاصة: ((اذا قد كان الناموس مؤدبنا الى المسيح لكي نتبرر بالايمان)) [الرسالة الى اهل غلاطية 3:24]. من اجل هذا الهدف, حفظ القانون بواسطة موسى ومازلنا نرجع اليه كلما اردنا معرفة المزيد او دراسته.

انه ليس بامر يسير, ويتعسر على فهمنا بالقراءه الاولى, ونلخص هذا:-

الوعود لابراهيم عن المسيح - الميثاق الجديد.

الوعود المتعلقة بالقوانين التي اعطيت لموسى - المسثاق القديم.

موت المسيح. هو نهاية الميثاق القديم [الرسالة الى اهل كولوسي 17-14: 2]. الميثاق الاول يدخل الى حيزالتنفيذ.

ولهذا أبطل الكثير من محتويات الميثاق القديم. مثل ضريبة العشر, والمحافظة على يوم السبت: انظر دراسة 9.5. والميثاق الجديد سيكون مع اولاد ابراهيم, الذين يندمون ويتبعون المسيح [ارميا 31:31,32, الرسالة الى اهل رومية 9:26,27, حزقيال 16:62, 37:26], وبهذا فكل من يعمل بذلك ويتعمد في اليسوع, يدخل تلقائيا الى نطاق الميثاق الجديد [الذي يميز بين الاجناس - الرسالة الى اهل غلاطية 29-27: 3].

ان فهم هذه الاشياء بوضوح يساعدنا على معرفة وعود الله. لقد تجنى البعض من النقاد على المبشيرين المسيحيين الاوائل, بان انهموهم بعدم الايجابية. واجاب بولس, ان تاكيد الرب على وعوده وذلك بموت المسيح, وهو الاول الذي تكلموا عنه اصبح عرض مؤكد: ((لكن امين هو الله ان كلامنا

لكم لم يكن نعم ولا. لان ابن الله يسوع المسيح الذي كرز به بينكم بواسطتنا ... لم يكن نعم ولا بل قد كان فيه نعم. لان مهما كانت مواعيد الله فيه النعم وفيه الآمين)) [الرسالة الثانية الى اهل كورنثوس 20-17: 1].

وهذا يقوض التوجه القائل (حسنا, انا اعتقد بان هنالك ما يشبه الحقيقة في ذلك... )؟


  Back
Home
Next